الاثنين، 28 نوفمبر 2011

زقوت: برغم التطور التكنولوجي الا ان الكتاب سيبقى يحتفظ بقيمته

شارك الدكتور صلاح زقوت مدير البيت العربي في فعاليات يوم الكتاب الفلسطيني و قد القى الدكتور زقوت كلمة في هذه الفعالية وضح فيها اهمية الكتاب و الدور الذي يلعبه بالثقافة الفكرية رغم تطور وسائل التكنولوجيا البديلة و اليكم نص الكلمة التي القاها الدكتور صلاح زقوت كاملة:
سعادة سفير دولة فلسطين في أوكرانيا د. محمد الاسعد , السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي , الاصدقاء في المكتبة الوطنية, الضيوف الكرام, الاخوة و الاخوات,
اسمحوا لي بالبدء ان اشكر القائمين على هذا العمل الاول و الفريد من نوعه يوم الكتاب الفسطيني في اوكرانيا حيث اننا امام  فاعلية من نوع جديد فالكتاب هو ناقل للفكر و الثقافة و الحضارة و الثقافة و الاداب و كافة مجالات الحياة
ان من اعظم ما انجزته البشرية هو الحرف ثم الكتابة التي نقلت لنا تاريخ الانسانية و حضارتها و تاريخها في الكتاب المقدس و تحديدا العهد الجديد
يقول :"في البدء كانت الكلمة" و القرآن الكريم اول تنزيل على الرسول محمد صلى
الله عليه و سلم يقول :"اقرأ" و هذا ما يدل على اهمية الكتاب برغم كل التطورات التكنولوجية ووسائل الاتصال و المعلومات الا ان الكتاب سيبقى يحتفظ بقيمته الفنية و الجمالية و المتعة في قرائته.
اننا برغم كل الاشكاليات التي تحيط بالانسانية من الحروب و الجوع و المرض و التغيرات المناخية وفسحة الامل هي من خلال حوار الحضارات و الثقافات حيث اننا جميعا ابناء الانسانية الواحدة و نعيش على هذا الكوكب الواحد الذي اصبح بحكم ثورة المعلومات قرية كونية كبيرة فمن خلال الحوار نستيع التغلب على كافة المشاكل التي تهدد الحياة البشرية و هذا الحوار لا يتم الا ان نعرف لغة بعضنا اللبعض فمعرفتنا باللغة الاوكرانية مثلا تسهل لنا كثيرا ان نفهم بشكل اكثر دقة حياة و تاريخ و ثقافة و اداب و فن الشعب الاوكراني و من خلاله الشعوب السلافية ذات الثقافة العريقة.
و لقد تعرفنا على اوكرانيا هذه الدولة الجميلة بطبيعتها و شعبها و تاريخها و ثقافتها من خلال الترجمات لاداباء و شعراء اوكرانيين الى اللغة العربية و من خلال الاف الطلاب اللذين درسوا في جمهورية اوكرانيا في كافة التخصصات العلمية و الانسانية و الذين شكلوا و ما زالوا يشكلون جسرا للتواصل الحضاري بين الثقافة و العربية الاسلامية و الثقافة السلافية المسيحية و كذلك تعرف الشعب الاوكراني على ثقافتنا ايضا من خلال الترجمات التي صدرت في كتب عديدة للكتاب و شعراء عرب و فلسطينيين فكلما نعرف تاراس شيفتشينكو و غوغل  تعرفون محمود درويش و نجيب محفوظ و غيرهم الكثيرين و في المستقبل كلنا ثقة بان اولادنا الذين هم نتاج الزواج المشترك سيقومون بهذه الدور.
و بهذه المناسبة نتطلع اليوم الذي تنشأ به دار نشر عربية اوكرانية للترجمة ما بين اللغتين العربية و الاوكرانية على غرار دار التقدم في روسيا زمن الاتحاد السوفييتي.
و بمناسبة و فهم كلا منا للغة الاخر نتوجه بالشكر لشخصيتين عربيتين عاشتا في اوكرانيا من اوائل القرن العشرين حتى اواسطه و لعبت دورا بارزا بالتعريف بالثقافة العربية و تعريف القارئ بالثقافة الاوكرانية و هما توفيق جبرائيل كزمة أو الملقب بالدمشقي الذي درّس اللغة العربية و اللغات الشرقية في جامعة تشيفتشنكا اواسط القرن الماضي و كذلك الاديب ميخائيل نعيمة الذي عاش و درس و ترجم في مدينة بولتافا في اوائل القرن الماضي.
كذلك نعتز بانشاء المعهد الاوكراني العربي للعلاقات الدولية في اكاديمية الماووب الذي يحمل اسم "ابن رشد" هذا المفكر و الفيلسوف العربي الذي عاش في القرون الوسطى و الذي نقل الفكر الفلسفي اليوناني  و العربي الى اوروبا في عصور الظلام.
مرة اخرى اشكر القائمين على هذا الفاعلية و اتمنى ان تتكرر لكافة الدول العربية في جمهورية اوكرانيا الصديقة كما نتأمل في القريب العاجل ان نشهد معرض الكتاب الاوكراني في الدول العربية و تحديدا في فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته