الخميس، 1 ديسمبر 2011

التقســــــــــــــيم ذكـــــــــــــــــرى وعبـــــــــرة

كتب نبيل البطراوي/ لم يكن قرار التقسيم حالة استثنائية في زمن ما.ولكنه كان نتيجة لتحول مجريات الإحداث ,فبعد 31/10/1917وسقوط أول جزء من فلسطين في براثن الاحتلال البريطاني بيومين صدر وعد بلفور المشئوم والذي نص على إقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين.
لم يأتي التقسيم من خلال جلسة عقدتها الأمم المتحدة ولكنه كان نتاج سنوات من المد والجزر في أروقة وأندية وعواصم صنعت القرار وفي النهاية كان التقسيم إلي ثلاث مناطق ـالدولة العربية وتقوم على مساحة 12200كم2 أي ما نسبته 42,22%من مساحة فلسطين وتشمل الجليل الغربي ومنطقة نابلس الجبلية والسهل الساحلي الممتد من أسدود إلى الحدود المصرية جنوبا والخليل وجبال القدس وغور الأردن.
ـ الدولة اليهودية وتقوم على مساحة 14,400كم2 أي نسبته 56,74%من مساحة فلسطين وتشمل السهل الساحلي وبئر السبع والنقب
ـ كيان مستقل خاضع لنظام دولي تحت إشراف الأمم المتحدة يقوم على مساحة 167كم2 أي 1.38%من مساحة فلسطين ويشمل مدينة القدس والبلدات المجاورة حتى أبو ديس شرقا وبيت لحم جنوبا وعين كارم غربا .
فهل كان هذا القرار يكفي لإقامة كيان صهيوني على ارض فلسطين وهل كان القادة الصهاينة يقبلون بهذا أم إن أسطورة (ارض بلا شعب لشعب بلا ارض )أو كما كانت تردد في حينه جولدا مائير (لا يوجد شعب اسمه شعب فلسطين)وهل صدقت هنا مقولة تيودور هرتزل على هامش المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م حينما قال (سوف تسحرون مني ولكنكم سترونها حقيقة ماثلة إمام أعيننا بعد 50عاما من ألان .لقد كان اليهود في فلسطين عام 1917م 61الف يهودي وفي عام 1948م بلغوا 604الف يهودي وفي عام 1922 كان يملك اليهود في فلسطين 5,5%من مساحة فلسطين ومنحهم القرار 181الاممي 54%بنظرة بسيطة إلى ما تقدم نجد بأن هذا الكيان ليس مجموعة من الشعارات والأماني والصرخات بل كان عبارة عن مجموعة امنوا بفكرة حتى لو لم يكن للحقيقة فيها نصيب ولكنهم كانوا عبارة عن خلية نحل كلن يعلم المطلوب منه ويقوم به لقد كان الترهيب والترغيب هو الأسلوب الأمثل للحركة الصهيونية في التعامل مع اليهود في خارج فلسطين ومع أهل فلسطين ,مع اختلاف الأهداف حيث كانوا يرهبون اليهود حيث يكونوا لكي يجبروهم على الرحيل إلى فلسطين بكل الوسائل والإغراءات وكان يهدفون إلى تشريد أهل فلسطين أيضا بكل الوسائل وكان أبشعها مجزرة دير ياسين التي قادها مناحيم بيجن في ابريل 1947حيث قتل أهالي القرية البالغ عددهم 254نسمة وهنا بالطبع خوف المدنيين العزل ومقولة مناحيم بيجين لولا دير ياسين ما قامت إسرائيل .
وهنا هل نحن بالشعارات والإمكانات البسيطة مقارنة بمقدراتهم ومن يقف معنا ومن يقف معهم قادرين على إقامة وطن لنا على ما تبقى من ارض فلسطين؟هل التوافق على برنامج سياسي جامع شامل لكل القوى الفلسطينية ورضي المجتمع الدولي عن أداء سلطتنا الوطنية والتعاطف المتزايد معنا وإتباع نهج المقاومة السلمية قادر على إقامة وطن لنا على حدود 1967م 22%من مساحة فلسطين التاريخية نصف ما أقرته الشرعية الدولية في قرار التقسيم الظالم؟
وهنا السؤال المطلوب منا جميعا إن نجيب عليه .لماذا هم نجحوا في جعل الأساطير والأكاذيب حقيقة شاخصة تناطح وتهزم امة عربية من المحيط إلى الخليج ونحن فشلنا إلى اليوم من إقامة كيان فلسطيني على الرغم من كل الحقيقة والتاريخ والجغرافيا والآثار والعقيدة التي تصدق ما نقول إضافة إلى المرحلة النضالية التي خاضها شعبنا والتي قدم من خلالها جيوش من الشهداء والأسرى والجرحى المعاقين والمشردين والمهجرين والنازحين منذ بداية الهجرة الصهيونية إلى فلسطين عام 1902م إلى يومنا هذا .
إلا يستوجب هذا منا كشعب فلسطيني أولا الوقوف والتمعن والتفكر جيدا لنعي اين أصبنا وأين أخطاءنا ولنحاسب أنفسنا ونأخذ العبرة لنتمكن من الوقوف مرة أخرى علنا نتمكن من إصلاح مسار التاريخ ولا نبقى هذه القضية للأجيال القادمة حتى لا ........